وصفت صحيفة الجارديان البريطانية، الثلاثاء، ما يحدث في مدينة الغوطة الشرقية في سوريا بأنه ليس حربًا بل مذبحة. بينما ذكرت الحكومة السورية أن ما وصفتهم بالإرهابيين يستخدمون المدنيين كدروعًا بشرية ويمنعون المساعدات عن السكان.
وذكرت الصحيفة أن حوالي 200 مدنيًا قُتلوا إثر سلسلة من الغارات الجوية والقذائف بواسطة القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد خلال اليومين الماضيين.
وأشار تقرير الجارديان إلى أن ما شهدته المدينة خو “عنف هيستيري”، تبعه تحذيرات من كوارث إنسانية قد يتضاءل بجوارها أعمال وحشية شهدتها البلاد خلال السبع سنوات السابقة من الحرب الأهلية.
يعيش في المنطقة التي يحاصرها النظام السوري حوالي 400 ألف مدني. وقُتل – بحسب ما ذكره محليون للجارديان- حوالي 700 شخص في الأشهر الثلاثة الماضية، دون أن يشمل هذا الإحصاء ضحايا الأسبوع الماضي.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن جرائم حرب تمارس في الغوطة الشرقية على نطاق واسع.
كما أشار التقرير إلى أن سبع مستشفيات تعرضت للقصف منذ يوم الإثنين في الغوطة الشرقية، والتي يحاصرها قوات حكومية منذ سنوات وتعرضت لهجوم كيماوي سابق.
ونقلت الجارديان عن طبيب في الغوطة الشرقية: “نحن أمام مذبحة القرن الحادي والعشرين. لو كانت مذبحة التسعينيات هي سبرنيسكا، ومذابح التسعينيات تمت في حلبجة وصابرا وشاتيلا، فإن الغوطة الشرقية هي مكان مذبحة القرن الحالي”.
ورد مسلحون معارضون للحكومة باستهداف دمشق بقصف مدفعي أسفر عن مقتل 2 شخصًا وإصابة 50 آخرين في مناطق يسيطر عليها بشار الأسد.
ونقلت الجارديان عن سونيا كوش، المسئولة الرسمية بمنظمة “إنقذوا الأطفال”، وصفها للموقف في الغوطة الشرقية بأنه “غير إنساني”.
وأضافت: “الأطفال يموتون على مدار الساعة. هذه العائلات لا تجد مكانًا للهرب إليه. هم محاصرون ويتعرضون للضرب ليل نهار”.
ومن جانبها، تقول الحكومة السورية إنها تقصف مواقع لقوات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المسيطر على الغوطة الشرقية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، الثلاثاء، أن المدنيين في الغوطة الشرقية يعانون من تردى الوضع المعيشي والصحي جراء “منع الإرهابيين إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لهم إضافة إلى عرقلة جهود المصالحة فيها واستهداف سيارات الهلال الأحمر العربي السوري في الكثير من الأحيان”.
وأشارت أيضًأ إلى أن مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال إن “المجموعات المسلحة دأبت على استخدام المدنيين دروعاً بشرية واستهدفت دمشق بألف قذيفة خلال العشرين يوماً الأخيرة سقط خلالها المئات بين شهيد وجريح”.